رحلة للفضاء وساعة مصنوعة من النيازك.. مزاد خيري بقطر يجمع 15 مليون دولار لدعم التعليم في المناطق المنكوبة
بحضور كثيف من المشاهير والأثرياء ورجال العائلات المالكة في منطقة الخليج العربي أقامت منظمة خيرية قطرية السبت 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 حفل عشاء ومزاد لبيع مقتنيات نادرة يخصص ريعها لدعم التعليم في مناطق منكوبة في المنطقة العربية وفي آسيا.
وكان أغرب ما تم بيعه في "حفل عشاء روتا الخيري" تذكرة لشخصين لرحلة إلى الفضاء، إضافة إلى ساعة يد مصنوعة من حجارة النيازك، وقلادة مصنوعة من اللؤلؤ الطبيعي المستخرج من الخليج العربي من أكثر من 6 آلاف محارة.
الحفل أقامته مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا (روتا) التي ترأس إدارتها الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، وحضرها الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وزوجته الشيخة موزا بنت ناصر، (والدا أمير قطر الحالي الشيخ تميم آل ثاني)، كما حضرها الأمير والملياردير السعودي الوليد بن طلال وفنانون ومشاهير عرب من أبرزهم الفنانان الكويتيان عبد الحسين عبد الرضا وسعاد العبد الله.
وحضر الحفل من المشاهير الأجانب أيضاً نائب رئيس مؤسسة نادي برشلونة والرئيس التنفيذي للنادي، كما حضره مديرون تنفيذيون وأصحاب الشركات القطرية الكبرى، ونظمت المزاد دار ساوثيبيز البريطانية المتخصصة في المزادات على المعروضات الفنية.
وأكدت الشيخة المياسة آل ثاني، في كلمتها خلال الحفل على زيادة التعقيدات التي تواجه تعليم الأطفال في الفترة الأخيرة، الأمر الذي يزيد من أهمية مضاعفة الجهود لمواجهة ذلك: "إن العالمَ اليوم يعيش صراعات مختلفة، طالت مناطق جديدة، معها زادت التحديات المصاحبة، وعلى رأس هذه التحديات قضية اللاجئين التي تسببت في إضافة ملايين الأطفال إلى قائمة المحرومين من التعليم".
وأضافت: "لننظر إلى سوريا كمثال واضح على ذلك، فلدينا هناك أكثر من 5 ملايين طفل حُرموا من الالتحاق بالتعليم، و400 ألف غيرهم يواجهون خطر ترك مقاعد الدراسة بين عشية وضحاها. هذه التحديات الجديدة وإن كانت تعني مضاعفة جهودنا وضرورة تعزيز تكاتفنا للتغلب عليها، إلا أنها تزيدنا إيمانًا برسالتنا النبيلة، بأن التعليم هو السبيل لإنهاء الصراعات وإحلال السلام والاستقرار والعبور نحو مستقبل مزدهر".
مقتنيات نادرة للبيع
وتضمنت أبرز المقتنيات التي شملها المزاد العلني الذي نظمته دار ساوثبيز العالمية ساعة نادرة من باتيك فيليب، وقلادة من اللؤلؤ الطبيعي القطري (الجيون) تبرعت بها مجوهرات الماجد، وساعة لويس موينت فاخرة مصنوعة من قطع نيزك تبرعت بها مجوهرات الفردان، وخزانة سفر فاخرة من هيرمز تبرع بها الملياردير القطري وسام المانع وزوجته جانيت جاكسون، وسيارة بي إم دبليو 2017 إم 3 (صنع خاص للذكرى السنوية الـ30) تبرعت بها شركة الفردان للسيارات، ورحلة إلى الفضاء لشخصين.
وتضمن الحفل أيضاً فقرة موسيقية قدمها عازف البيانو العالمي من أصل سوري "مالك جندلي" برفقة عازف العود عبد الرحيم السعيدي وعازفة التشيللو لارا متكالف، وجندلي هو مؤسس منظمة "البيانو من أجل السلام" التي ترمي إلى إثراء المجتمع عبر دعم الموسيقى ومسابقة جندلي الدولية للبيانو الهادفة إلى تشجيع الشباب حول العالم على تبني الفنون الموسيقية في أوطانهم الأصلية، كما شارك في الحفل كورال سوار، وهي فرقة كورال الشباب الرائدة في قطر التي أسستها قناة الجزيرة للأطفال.
هؤلاء تم تكريمهم
الحفل تضمن تكريمين مميزين، الأول لغانم المفتاح، سفير روتا للنوايا الحسنة، وهو فتى قطري من متحدي الإعاقة نجح في جمع مليون ريال قطري لحملته "معاك نوصل المليون"، التي أطلقها في يناير 2015، والتي يعود ريعها إلى إعادة تأهيل المرافق الرياضية في المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان.
أما التكريم الثاني، فكان لأحمد السوافيري الشاب الغزاوي الذي فاز بجائزة الإنجاز مدى الحياة ضمن فعاليات حفل عشاء روتا الخيري، احتفاءً بجهوده والتزامه كمدرس متطوع في مدارس غزة. وقد فقد الشاب الفلسطيني، ابن الـ25 ربيعاً، رجليه ويده اليسرى في غارة إسرائيلية مدمرة على قطاع غزة عام 2008، ولكنه ما لبث أن كرَّس حياته لتعليم الأطفال.
أين ستذهب الأموال؟
ويعود ريع الحفل إلى تمويل مبادرات روتا الحالية والمستقبلية، التي تستهدف اللاجئين السوريين من خلال مشروع "الشوق للدراسة" في لبنان، و"كان لدي حلم" في الأردن، و"مشروع الغد" في تركيا.
كما سيتم تمويل مشروعات روتا الأخرى، ومنها مشروع "إعادة الأمل" في اليمن، ومشروع "فرص للحياة" في بنغلاديش، بالإضافة إلى حملة 1 من 11 في إندونيسيا، وهي الحملة التي أطلقتها روتا بالتعاون مع الشركاء في مؤسسة اليونيسف ومؤسسة نادي برشلونة، وتهدف إلى تنمية قدرات الشباب الرياضية.
وعبّر رامون بونت، نائب رئيس مؤسسة نادي برشلونة، وعضو مجلس إدارة النادي، عن سعادته بالمشاركة: "إنه لفخر عظيم لمؤسسة نادي برشلونة أن تشارك في مبادرة روتا التي تسعى لتحقيق أهداف تعليمية مهمة ونبيلة، من شأنها أن تُحدث فرقًا كبيرًا في حياة آلاف الأطفال في آسيا".
كما قال ناتشو ميستري، الرئيس التنفيذي لنادي برشلونة: "يعود الفضل في نجاح ونمو حملة 1 من 11 إلى التزام روتا ومنظمة اليونيسيف ومؤسسة نادي برشلونة بالمشروع، فضلاً عن تضافر جهودهم نحو تعزيز التعليم عبر ممارسة الرياضة في مختلف أنحاء آسيا".
وتم تنظيم العشاء برعاية مجوهرات الماجد، راعياً ذهبياً، وشركة سكك الحديد القطرية (الريل)، راعياً فضياً.
وعلى هامش الحفل، قال عيسى المناعي، المدير التنفيذي لمؤسسة روتا، إن العشاء الذي ينظم كل عامين يهدف إلى "جمع التبرعات لمشروعات روتا التعليمية التي تمكّن الفئات المهمشة في آسيا والشرق الأوسط من الوصول إلى المرافق التعليمية النوعية. ويعكس شعار حفل العشاء لهذا العام "يداً بيد، لرسم غدٍ أفضل"، أهمية ما يمكن إنجازه من خلال تكاتف الجهود من أجل خدمة الفئات المحرومة".
وتولت تقديم الحفل الإعلامية في قناة mbc لجين عمران، سفيرة روتا للنوايا الحسنة في المحافل المحلية والإقليمية والدولية. ومنذ تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة من قبل منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية عام 2011، قامت لجين بزيارات عدة إلى غزة وكينيا والصومال ومخيمات اللاجئين السوريين في لبنان.
وتأسست مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا (روتا) عام 2005 في قطر كمنظمة غير ربحية على يد الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني. وتحت رعاية مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وهي تلتزم بتوفير التعليم على مستوى عالٍ بمرحلتيه الابتدائي والثانوي، وتشجيع إرساء العلاقات بين المجتمعات، وخلق بيئة تعليمية آمنة والعمل على استمرار التعليم في المناطق المنكوبة في أنحاء آسيا وفي جميع أنحاء العالم. كما تسعى إلى تأمين حصول الشباب والصغار على التعليم اللازم ليتمكنوا من إدراك إمكاناتهم ويساهموا في تطوير مجتمعاتهم.
ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع هي بدورها مؤسسة خاصة غير ربحية تدعم دولة قطر في مسيرة تحول اقتصادها المعتمد على الكربون إلى اقتصاد معرفي من خلال إطلاق قدرات الإنسان، وقد تأسّست عام 1995 برئاسة الشيخة موزا بنت ناصر زوجة أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني.
المصدر : هنا
0 التعليقات:
إرسال تعليق