النظرية النسبية ليست لأينشتاين.. إليك أشهر اختراعات نسبها التاريخ ظلماً لغير مخترعيها
عندما يسألك أحدهم عن مخترع المصباح الكهربي تقول على الفور توماس أديسون، أو صاحب النظرية النسبية تقول إنه بالتأكيد أينشتاين، أقول لك إن معلوماتك خاطئة يا عزيزي!
فكما يوجد سارقون للمال والمجوهرات النفيسة، فهناك أيضاً سارقون للأفكار، فحتى أبرز وألمع الشخصيات التي نعرفها قد تكون سارقة لفكرة أو ابتكار غيرهم، وهناك الكثير من المعلومات المغلوطة لدينا حول أصحاب بعض الابتكارات.
وهنا نقدم إليك قائمة بأشهر من سرقوا أفكار أو اختراعات غيرهم ونسبوها لأنفسهم:
1- توماس أديسون – المصباح الكهربائي
كثير من العلماء بدأوا في العمل على إيجاد حلول لآلات يمكنها الإضاءة فترة طويلة، ولهذا فإن مخترع المصباح الكهربي ليس أديسون، فهناك قائمة طويلة لمخترعي المصابيح الضوئية.
ففي عام 1879، أجرى المخترع الإيطالي أليساندرو فولتا تجربة لصنع المصباح، من بعده قام المخترع هامفري دافي باختراع أول مصباح كهربائي وهو ما عُرف باسمه عام 1802، إلا أنه لم يُستخدم من قِبل العامة بسبب ضعف إضاءته.
إلا أن المخترع الشهير توماس أديسون وحده مَن كرّمه التاريخ وأعطاه لقب مخترع المصباح، لكن في الحقيقة أن أديسون طوّر من اختراعات وجهود الآخرين ممن سبقوه أو عاصروه حول المصباح الكهربائي حتى حصل على تجربة ناجحة.
ورأى الرجل بما أنه الوحيد الذي بإمكانه الترويج والتسويق لمنتجه سهل الاستخدام، فإن من حقه أن ينسبه إلى نفسه دون الآخرين؛ إذ كان رجل أعمال ناجحاً ولديه الكثير من النفوذ والأموال، ولذا حصل على براءة اختراع المصباح الكهربائي وسجل باسمه بالفعل عام 1897.
ولأديسون تحديداً قائمة طويلة في نسبة اختراعات لم يكن صاحب فكرتها، ومنها المولد الكهربائي، وأشعة X، والكرسي الكهربائي، وبطاريات التخزين، والتلغراف، والمسجل الصوتي، وهنا يُمكنك معرفة أكثر عن تلك الاختراعات المسروقة من هنا.
2- غراهام بيل – الهاتف
نُسب إلى غراهام بيل اختراع التليفون عام 1876، إلا أن صاحب الاختراع الأصلي هو الإيطالي أنطونيو ميتوشي.
إذ تمكن ميتوشي من اختراع "الهاتف الكهرومغناطيسي" الذي يستطيع نقل الذبذبات الصوتية عبر الأسلاك. وفي عام 1860، عرض ميتوشي اختراعه على العامة، حتى إن الصحافة المكتوبة باللغة الإيطالية بنيويورك في ذلك الوقت كتبت عنه.
وبسبب الصعوبات المادية التي كان يعانيها ميتوشي، لم يتمكن من تطوير جهازه بنفسه، فأرسله إلى الاتحاد الغربي ليتمكن من بيع جهازه في الأسواق، وعندما لم يحصل على ردٍّ طالَب باسترجاع جهازه عام 1874، لكن الاتحاد ادعى أنه فقده.
بعدها، وجد ميتوشي أن بيل قد قام بتطوير جهازه المتكلّم وقام بتسجيل الاختراع باسمه، وحينما حاول ميتوشي مقاضاة بيل بتهمة الاحتيال حالَ موتُه دون أن يحصل على حقه وانتهى أمره بذلك.
وبعد 113 عاماً على موته، نجح بعض المؤرخين الإيطاليين والأميركيين عام 2002، من إقناع الكونغرس بالاعتراف أخيراً بأن غراهام بيل ليس مخترع الهاتف وإنما تعود براءة اختراعه لأنطونيو ميتوشي.
3- أينشتاين -النظرية النسبية
لا تمجّد أحداً حتى لا تشعر بخيبة الأمل، هذا ما يمكننا قوله عن أينشتاين العبقري الذي خلّدته الكثير من الأفلام والكتب؛ لكونه رجل العصر، وصاحب نظرية النسبية التي غيرت نظرتنا إلى الكثير من القوانين في الكون.
لكن، عندما تنظر في الورقات الأربع التي يفصح فيها أينشتاين للعالم عن نظريته "النسبية" عام 1915، لن تجد مصدراً واحداً يشير إلى شخص آخر غير اسمه، وتعتقد أنه كان عبقرياً للحد الذي لم يحتج فيه أن يقرأ أي بحث آخر، ليتوصل وحده إلى النظرية.
لكن، في الحقيقة، هناك العديد من المخترعين الذين كان لهم دور في ظهورها بهذا الشكل، منهم: مارسيل جروسمان، وميشيل بيسو، وجونار نوردستروم، وفريدريك كوتلر، وأدريان فوكر، وديفيد هيلبرت.
فيما قام الكاتب الأميركي كريستوفر جون بيركنز بكتابة كتاب كامل عن الموضوع بعنوان "ألبرت أينشتاين: المنتحل بلا حياء"، حيث يشرح فيه كيف أن أينشتاين كان يستفيد من خبرات من حوله من أصدقائه ومعاصريه من العلماء، إلا أنه في النهاية كان ينسب كل شيء إلى نفسه دون أن يكلف نفسه عناء الإشارة إلى إنجازات الآخرين أو إضافاتهم.
4- غاليليو غاليلي - التلسكوب
مثل العديد من المخترعين سيئي الحظ، قام صانع العدسات الألماني هانز يبرشي باختراعالتلسكوب عام 1608، لكنه لم يحظَ بأي شهرة أو تمجيد على اختراعه العبقري.
وعلى الرغم من تلك الفترات الزمنية الطويلة بينهما، فإنه بمجرد سماع غاليليو غاليلي بأمر هذا الاختراع قام على الفور بعمل تلسكوب خاص به ليساعده في أبحاث الفضاء التي كان يقوم بها.
ورغم أن غاليليو لم يتقدم أبداً لتسجيل براءة هذا الاختراع باسمه، فإن التاريخ فضل أن يكون التلسكوب باسمه ليندثر اسم المخترع الأصلي هانز يبرشي، ويبقى اسم غاليليو غاليلي كأول صانع للتلسكوب في التاريخ ولتسمى باسمه الكثير من المشروعات في الفضاء تقديراً وتخليداً له.
5- غوليمو ماركيني - الراديو
يذكر الموقع الرسمي لجوائز نوبل إنجازات العالم الإيطالي غوليمو ماركيني الحاصل على جائزة نوبل مع العالم كارل فرديناند براون في الفيزياء عام 1909 عن اختراعهما للتلغراف اللاسلكي، بالإضافة إلى الراديو الذي نال براءة اختراعه عام 1904، إلا أن الموقع غفل عن معلومة أن ماركيني لم يكن المخترع الأصلي للراديو وإنما هو النمساوي نيكولا تسلا.
فبعد سنوات تجارب عديدة على اختراعه الجديد "الراديو"، قام تسلا بتقديم أوراق اختراعه لمكتب الاختراعات في الولايات المتحدة عام 1897، وتم قبول طلبه عام 1900.
وفي الوقت نفسه، حاول ماركوني التقدم بأوراقه للاختراع نفسه عام 1900، وهو ما تم رفضه 3 مرات من قِبل مكتب الاختراعات؛ لأن براءة الاختراع كانت تعود بالفعل لتسلا، إلا أنه وبعد سنوات طويلة وبفضل علاقاته القوية، تم تسجيل براءة الاختراع للراديو باسم ماركيني عام 1904.
فيما حاول تسلا مقاضاة ماركيني عام 1915، إلا أنه لم يستطع من الحصول على حقه؛ لأنه لم يكن يملك الدعم المالي الكافي الذي يمكّنه من الوقوف أمام شركة ماركيني الضخمة.
وفي عام 1945 وبعد وفاة تسلا بعدة أشهر، قامت المحكمة العليا الأمريكية بتأييد قضية تسلا بأحقيته في براءة اختراع الراديو.
6- الليزر - غوردون غولد
استمر الصراع المحتدم على الأحقية في براءة اختراع الليزر طوال 30 عاماً حتى حصلغوردون غولد على أحقيته في براءة الاختراع بقرار من المحكمة، في حربه القضائية مع تشارلز تاونز.
بدأت القصة حينما قام تاونز بالحصول على براءة اختراع الليزر عام 1959، حيث إنه كان يعمل على الأشعة المرئية سنوات، ليأتي غولد ويرفع دعوى قضائية للحصول على أمر قضائي بأنه صاحب براءة الاختراع الأصلي وأن تاونز قام بنسبة الاختراع إلى نفسه.
وقد استشهد غولد بمذكراته التي سجل فيها اختراعه والتي قام بتوثيقها قبل عامين من تقدم تاونز لمكتب الاختراعات، وهو ما ساعده في النهاية في النجاح وتوثيق الليزر باسمه بعد 30 عاماً.
7- كارل بنز – السيارة
راود حلم اختراع آلة تنقل الناس من مكان إلى مكان آخر بسهولة الكثيرين منذ زمن طويل.
فيما كانت أولى تلك المحاولات على يد جوزيف كونيو عام 1769، حيث قام باختراع أولسيارة، ثم أعقبه بعدها الكثير من الباحثين حتى جاء كارل بينز ليخترع أول سيارة عملية بمحرك رباعي تعتمد على البنزين كوقود، ليحصل على براءة اختراع السيارة عام 1886، ليتم نسيان أمر كونيو بعدها.
المصدر : هنا
0 التعليقات:
إرسال تعليق