الأربعاء، 26 أكتوبر 2016

من هي "ست الشام"...؟


ست الشام ...
سألت الكثيرين هل تعرفون ست الشام ؟!
بعضهم قال انها مطعم في دمشق و الآخر قال إنها حلوى و كثيرون لم يعرفوا ...
للاسف اجابات دلت على افتقارنا لمعرفة تاريخنا المشرف .. 
أحبائي ست الشام هي الأميرة زمرد خاتون بنت الملك نجم الدين ايوب .
ألقابها كثيرة هي السيدة الأميرة و أم الفقراء و راعية العلم ، هي ابنة ملك و زوجة ملك و أم ملك و أخت الملوك و عماتهم لها من الأقارب المحارم 35 ملكا ، هذه المكانة الرفيعة لم تحرك فيها الغرور بل سخرت مكانتها و ثراءها للعلم الشرعي و خدمة الفقراء ...
هي الأخت الصغرى للملك صلاح الدين الأيوبي منه و معه تعلمت الأخلاق النبيلة و علم الفقه و الحديث حتى غدت عالمة من علماء الشافعية مما أهلها لتدريس بنات جيلها و عصرها
سكنت دمشق مقابل البيمارستان النوري ، منزلها الكبير جعلته مقصدا لطلاب العلم و حفظ القرآن و جلبت خيرة المدرسين من أمثال الشافعي .
انفقت الاف الدنانير لتصنيع الأدوية و توزيعها مجانا على مدار العام ...
أما في الحروب فكان منزلها امتدادا لمعارك أخيها صلاح الدين ، فكان مأوى للجرحى و الهاربين من بطش الفرنجة ...
مع ان هذا العمل من واجبات الدولة لكنها أبت إلا أن يكون هذا الشرف في منزلها و تحت إشرافها و على نفقتها ...
لم يكن لديها وقت فراغ تمضيه في الثرثرة كغيرها من زوجات المسؤولين و الاغنياء ، بل سخرت وقتها و مالها لبيتها و علمها و ولدها الوحيد حسام الدين الذي لم تنجب غيره فعلمته الفقه و جعلت منه فارسا عظيما قاد المعارك و فتح نابلس و تولى إمارتها ، و كأمه لم يمنعه منصبه من الصفوف الاولى في المعارك حتى استشهد في معركة حطين و دفنته والدته في بيتها ...
انجازاتها عظيمة منها بناؤها لمدرستين عظيمتين هما المدرسة الشامية الجوانية في منطقة العقيبة بدمشق ...
و المدرسةالشامية البرانية الحسامية ...
عمرها كله أمضته بخدمة العلم و الناس إلى ان توفيت عام 616 ه‍ ، و لم يشهد تاريخ الشام أعظم من جنازتها ...
آمنت بأن خير الناس أنفعهم للناس ، خلدتها أعمالها الصالحة و ليس غناها و نسبها ...
فحق عليها لقب ست الشام ...
و هيهات الآن وأي فرق بينها و بين نساء الأغنياء و المسؤولين و الذين ينفقون أموالهم و اوقاتهم في ترف بعيدا عن حاجات الناس ...
رحمك الله يا ست الشام ، كم نحتاج لأمثالك اليوم ، و إن كنا لا نستطيع أن ننجب مثلك فحق علينا أن نخلد ذكراك و نحدث أطفالنا عنك و عن أمثالك بدل ان نركض وراء إحتفالات اخترعها الغرب لتخليد مواقف وشخصيات وهمية ...
إقرأوا تاريخنا على أولادكم ففيه ما نحتاجه الآن من جرعات تقوي ايماننا و تشحذ هممنا و تنسينا ضعفنا ...
لو كان الغرب لديه هكذا شخصية لأقام الإحتفالات و المناسبات و التماثيل و جعل يوم وفاتهم أو ولادتهم عيدا" رسميا" انشروا و عمموا هذه المعلومات عن هذه المرأة العظيمة ...
على الأقل حتى يعرفو أن ست الشام ليست اسم مطعم في دمشق أو أكلة حلوى ..
رحمها الله تعالى و اسكنها فسيح جناته

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Translate

أصدقاء المدونه

Blog Archive

يتم التشغيل بواسطة Blogger.